مجلة آفاق الأدبية __________ فهمت الآن كل شيء ______ بقلم الشاعر د. عماد الكيلاني

فهمتُ الآنَ كل ّشيء
19-3-2018
[1]
الآنَ الآنَ فقد عرفتْ
وكنتُ قبلها بلحظاتٍ
قد أدركت وقد فهمتْ
لماذا تآمروا على يوسفَ
لماذا أوغلوا صدر أبيه
لماذا يكذبونْ
وفنون الكلام يحترفونْ!
[2]
لماذا هكذا يتعاملونْ
مع الضعيفِ
مع الفتى الغرِّ الرهيفْ
ما لهم من يوجههم
شجاعٌ أو رديف ....!
لماذا ينكرون الحقيقة؟
ولهم مع الشيطانِ ألفُ طريقة
[3]
الآنَ الآنَ قد استوعبتْ
وكنتُ من الغيّ اقتربْتْ
ومن التيهِ حزناً دنوْتْ
وقد ساوَرَنِي الشكُ
حتى لكأنّي بالكفرِ أتيتْ
الآنَ الآنَ قد صحوتْ
حين شاهدتُ فرعوناً يصارعُ جالوتْ
وإبليسُ يقابلُ فيالق الرحمن يرجوها
أن تواجه الطغيان كلا تموتْ !
[4]
الآنَ الآنَ عرفتُ
كيف سقطَتْ وريقات التوتْ
كيف رفعوا بوجه الحقّ في الغوطة
سيوف الجهلِ وكانوا كالأخطبوطْ
الآنَ الآنَ عرفتُ حجم لعبة القذارة
واللاعبون من أولاد يعقوبَ
الذي اشتهروا بالنذالة والحقارة
باعوا أخاهم بدريهماتٍ
وألقوهُ في جبٍّ عميقْ
وأغلقوا بوجه أبيهم الآمالَ
وحرّفوا له كل سبيل أو طريقْ!
[5]
الآنَ الآنَ يقيناً قد آمنتْ
بحكاية النمرودِ حين فهمتْ
من ذا يواجهُ الشيطانَ ويدّعي زوراً
فيقول: لقد انتصرتْ !
من يهزمُ الشيطان يملأ قلبهُ الإيمانْ
يواجهُ الشرورَ جون خوفٍ ولا عصيانْ
يحمل سيفهُ باليمين وباليسار جمرتانْ
ينسى غروره بالدنيا فليلاً
ويواجه باندفاع كل أشكال العدوانْ
ينسى أكاذيب الروايات والإحسانْ
الموتُ يقتلهُ الكنزُ المسكونُ بلا أوهانْ
[6]
الآنَ الآنَ عرفتُ نعَمْ
معنى الصمودَ
قمية الصعود فوق القمَمْ
رغم قساوة الألمْ
لكن بلا خوفٍ أبداً ولا ندمْ!
معنى المواجهة بلا تردُّدْ
دونَ تراجعٍ عن طريق الحقِّ
وإن لزم الأمرُ فبكلّ أشكالِ التشدُّدْ!
[7]
الآنَ الآنَ وليس يغيِّرُهُ
إلاّ العصيانْ
مطاردةُ الشرور بكل درب
في كل ميدانْ
دون ترددٍ ولا خوفٍ
ولا حتى أي ليّـانْ !
قد بلغتُ من الادراك حداً
عدتُ فيه لنفسي
وفهمتُ مسالك الإنسانْ!
[8]
الآنَ الآنَ أقف على ناصية القرارْ
لا خوفَ لا تراجعَ
رغم قساوة العدوانْ
رغم الغيِّ والضلالِ والخذلانْ
رغم النكوصَ وأسرابُ الهوانْ
لا رجعة عن دربٍ سلكناهُ
كي نهتدي للطريق
ينير دروبنا النجمُ
والنجمُ كي يرانا مشتاقٌ وولهانْ!
[9]
الآنَ الآنَ عرفتُ متاعب السماءْ
في ميلاد النجومِ بعد كدٍّ وإعياءْ
في غياب الشمسِ قسراً واختفاءْ
في طلوع الفجرِ اندفاعاً حتى
ولو كان الفجرُ يطلّ في استحياءْ
لكأني بميلادِ غدٍ سينقلنا لعصرٍ
يصبحُ الصدى للمدى وجهٌ بشوشٌ
وعنوانٌ يوصلنا للمبتغى قُدُُماً
ليس يُرجِعنا لحظة للوراءْ!
[10]
الآنَ الآنَ عرفتُ معاني الانتماءْ
قيمة الحضور والثباتِ وعزة الولاءْ
والمبتغى محقَّقٌ بكل مسالك الدعاءْ
لا خوفٌ يبقى اليوم من أي ابتلاءْ
صافيةٌ قلوبنا وبالناس كل الصفاءْ!
[11]
الآنَ الآنَ أقولها صراحة
بأنني قد فهمتْ
بأنني قد علِمتْ
بأنني قد استوعبتْ
بأنني قد تندّمتْ
[12]
الآنَ الآنَ أشتهي بعضُ استراحة!
لكنني أشعر بعد غيّ الحياةِ
بكل هدوء وراحة!
لقد سرقت مني الكلماتُ وامتدتْ
فمنكم العفوَ ومنكم السماحة!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدبية ______ يا سر الهنا ______ بقلم الشاعر نزار سالم

مملكة أقلام و حروف _____ أبكي بلدي _____ الشاعرة صاحبة الظل الطويل

مجلة آفاق الأدبية ________ لون الحزن _____. الشاعر حسين علوان