مجلة آفاق الأدبية _________ باقون __________ بقلم الشاعر حسن كنعان
النّفسُ ظمأى فاملأ الأقداحا
واسقُ العِطاشَ من الشّرابُ قُراحا
من قبلِ أنْ تزورّ أخفيةُ الكرى
فتخالطَ الأوهام والأشباحا
اشربْ فديتُكَ خمرَ خُلْدٍ عُتّقَتْ
حُلّتْ إليك وما أتيتَ جُناحا
من جنّةِ الدّنيا فلسطين التي
تسبي العُقول وتسلُبُ الأرواحا
إني أراكِ حبيبتي في لفظةٍ
ريفيّةٍ أزهو بها فلّاحا
وأراكِ في كوفيّةٍ وعباءةٍ
في وجهِ طفلٍ يقرأ الألواحا
وهناكَ بياراتها نشرت على ال
الأفق الرحيب أريجَها الفوّاحا
من لي بتلك الشاردات نوافراً
قد أوسعوها ادمعاً وجراحا
أدركتُ سرّ جمالها فحفظْتُهُ
وجعلتُ من شعري لها مفتاحا
وغرفتُ من أحضانهنّ قوافياً
وغدوتُ منها شاعراً ممتاحا
هذي عُروبتنا فهل بمفاخرٍ
بذّ العروبةَ أهلها الأقحاحا
كلّا ٠٠ فمن غيرُ العُروبةِ أُمّةً
نسجت لدنيا الفاتحين وشاحا
باقون يا صهيون كالأطواد لا
نخشاكَ فانفثْ سُمّكَ اللفاحا
باقون ما بقيت جبالُ بلادنا
تلوي العُصورَوتصفعُ السّفاحا
يا عاذلاً قد خلّفت آلامُنا
في كلّ نفسٍ ثورةً وكفاحا
أقصر فإنّ اللومَ خُلّةُ عاجزٍ
واقعدْ بلومكَ هانئا مُرتاحا
في ليل أُمتنا البهيمِ بوارقٌ
لمعت فكنّا بينها المصباحا
ستظلّ أمجادي فلسطينيّةً
وأظلُّ في شعري لها صدّاحا
حتى أعانقَ في غدٍ زيتونة ً
لم تشكُ يوماً خٓمصةً ولُواحا
فأحمل أبا الأحرار موعدنا هنا
كَ القدسُ نركزُ بيرقاً ورِماحا
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان
تعليقات
إرسال تعليق