مجلة آفاق الأدبية _________ ترتيل الشموع ________ بقلم الشاعر محمد علي الشعار

ترتيلُ الشموع

يُناجيكَ همسٌ في المساءِ جزوعُ
وأنتَ لشباكِ السُّهادِ دموعُ
وتُبحرُ في الأحلامِ أفقًا و نجمةً
وقلبُكَ مع صاري الشراعِ يضيعُ
و تخشى نِزالاتِ الرياحِ ولُجِّها
وللموجِ سيفٌ في الرمالِ صريعُ
يُرافِقُ جُنْحاكَ النوارسَ رِحلةً
وتأتيكَ من زُرْقِ السماءِ ضُلوعُ
وتَرقصُ بالذكرى أظِلَّةُ نخلةٍ
تحِنُّ لخصرِ الودِّ فيكَ جذوعُ
ويقترحُ الليلُ السكونَ مَعابداً
وتقرأُ ترتيلَ الفؤادِ شموعُ
وتحرِقُ غاباتٍ لترقى دخانَها
ويكفيك خيطٌ من سُهاكِ رفيعُ
رسائلُكَ المصبوبةُ اليومَ في السما
بريدٌ لبرقِ المُستهامِ سريعُ
وللبوحِ عندَ الفجْرِ مُرتَشفُ الندى
وصوتٌ لِسِحْرِ السوسناتِ مُذيعُ
روابٍ يُقطِّرهُا السحابُ بعينه
وتخضرُّ من عينيكِ فيهِ رُبوعُ
وكم مرًَةٍ مشّاهُ حُلْمٌ بيمِّهِ
وعمَّدَهُ بالفرقدينِ يسوعُ !
هُوَ الحُبُّ يقتاتُ البزوغَ وكُلَّما
فِضْنا عليهِ بالشروقِ نجوعُ
طريقٌ لرُوَّادِ الرمادِ تؤمُّهُ
وليس لهُ في العاشقينَ رُجوعُ
تُرفْرِفُ خلفَ الأغنياتِ فراشةً
وعزفَُك ما بينَ الحروفِ بديعُ
سيكشِفُك اللحنُ المُوافي حفيفَهُ
وطيرٌ بأوتارِ الخفوقِ ضليعُ
تُهدْهِدُ زهْراتِ الكلامِ أصابعٌ
و يُبعثُ منها لليراعِ رضيعُ
فرشتَ رُموشَ السنبلاتِ قصيدةً
وراقَ بها للقافيات ِ هُجوعُ
تجاوزتَ صفوَ الماءِ صَبّاً وشاعراً
و وصفُكَ ما بعدَ السرابِ منيعُ
هنا يَصِلُ الحرفُ البداياتِ ذَرّةً
ويفنى ...  ويبقى في الشعاعِ شروعُ
ومهما تلبَّسْتُ الحريرَ مباهِجاً
يظلُّ الى الصوفِ القديمِ نُزوعُ
سأزرعُ في تُربي الحنايا شتائِلاً
لتلمعَ في صدرِ الهُواةِ دُروعُ
وَضَعتَ ببابِ الشِعرِ قُفلاً مُذَهَّباً
تباركَ فيه مُبْصِرٌ و سميعُ .

محمد علي الشعار
26-12-2018

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدبية ______ يا سر الهنا ______ بقلم الشاعر نزار سالم

مملكة أقلام و حروف _____ أبكي بلدي _____ الشاعرة صاحبة الظل الطويل

مجلة آفاق الأدبية ________ لون الحزن _____. الشاعر حسين علوان