مجلة آفاق الأدبية _______ وهج المروءة _______ بقلم الشاعر حميد شغيدل الشمري

وهجُ المروءةِ
...... حميد شغيدل الشمري

شُدّي ذِراعيَ فالسٌيوفُ نَوازِلُ

والجَمرٌ أوقِدَ والحُتوفُ مَنازلُ

والمَوتُ في قَلبِ الجَبانِ مَرارةً
والموتٌ في قَلبِ الشُجاعِ تَباهلُ

مُدتْ عَلى شَوقٍ حتوفٍ كُلُها
نَُسِجَتَ بأوردةِ القلوبِ مَشاعلُ

قالوا وقُلنا واللياليَ سُرّعاً
ما فاز إلا بالحَقيقةِ قائِلُ

غرُبتْ شٌموسٌ واضمَحَلَتْ
مِثلُها
وَنَمتْ زروٌعٌ والسنونٌ تُداوِلٌ

والنَخلٌ ذاكَ النخلُ في عَلياءهِ
وَبقى الصَريمُ بِبلقعٍ يَتمايَلُ

لا النخلٌ صارَ صريمُ في عُرجونهِ
أو أن أشْواكَ الصَريمَ خَمائلٌ

ألطيبٌ طيبٌ إذْ تَضَوّعَ مِسْكٌهٌ
وأريجهٌ بينً المَجالسِِ ماثلُ

يا لوعةَ الأيامِ إنّ مرارةً
في الحَلقِ من جورِ الصديقِ تماثلُ

ستونَ عاماً اوغلتْ في ظُلمِها
وصَبَرْتُ حَتى إنّ صَبريَ قاتِلُ

ومَشَيتٌ في وَهجِ المروءةِ سنبلاً
للخَيرِ أزجي ناقتي وأطاوِلُ

ما قُلتُ يوماً ذاكَ مِني مُعّيراً
أو قُلتُ يَوماً للسَريعةِ آجلُ

وأحٌبُ كُلُ الناسِ حَتى قيلَ لي
مهْ مهْ فأنكَ بالمَحَبةِ فاشِلُ

وتَنابَزوا بالسَوءِ حَتى إنني
عَن لَغوِهِمْ ولسَوءهم أتجاهَلُ

للِه حُبي والوسيلةُ غايَتي
إرضاءُ رَبي ما أنا سِوى آملُ

وعشَقتُ في زمنِ الشبابِ صَبّيةً
واللهُ يَشهدُ كنُتُ فيها أغازِلُ

ما خِنتُها أبداً وَلوْ في خَلْوةٍ
وسَكتُ يَوماً إنْ تَطاوَلَ قائِلُ

فَهيَ الحَبيبةُ في الفؤادِ مَكانِها
وكأنَ حُبيَ بَينَ عَينيَ ماثِلُ

وَهَجَرتُ أيامَ الصِبا وتَكاثرتْ
عِنْدي الهُمومَ لأنَ قَلبيَ آيلُ

وتَذَكروا إنَ الحَياة َصَغيرةٌ
والحُبُ يُلهمُها الجَمالُ الكامِلٌ
حميد الشمري