مجلة آفاق الأدبية ______ أيحن معارضة شعرية لقصيدة نزار قباني أيظن ______ بقلم د. أسعد أبو شوقة

هاتفني نزار

كنت أتجول في شوارع القدس
حتى وصلت إلى سوق عكاظ القديم
أفتش على طالعي
أبتاع القصائد القديمة والحروف الثائرة
 والأساطير الملونة
على رأسي قبعة متعبة
 من الليل الأسود
ورأيت جميل بثينة للتو قادماً من فينا
 يتصعلك بين القوافي
يفتش عن عنترة
قبل أن يصاب الحب بالانفصام و الفطام
وقيس ابن الملوح هناك
 كان متكئاً على صوت ليلي
محتفظا تحت وسادته بأخر قصيدة
يخاطب صاحبة الفخامة ليلي
وعلى رموشها يطفو الكرز البري
فهاتفني الشاعر الكبير
نزار قباني
كنت تخرجت شاعراً
من اكاديمية الحمام الزاجل
وقال
هل زارك شعري
لتنهل من نهر المعاني
ويحك
أما حان لك
أن تترجل معارضاً
في  أيظن
وهي عروس الأغاني
فانتفضت عصافيري
فوق أصابع القرنفل
تزقزق في رخامها
وتطالب بحق اللجوء الغنائي
وفي مناقيرها تنفس الحدائق
ونثار الفل
فتوافدت الى رأسي كلمات بكر
تحمل شهادة خلو أمراض
وبراءة من الأحمر والكحل
وهي ماركة مسجلة
في سجل الصناعات الوطنية
وجرار العسل
تحترف الجمال على رصيف صوتي
خرجت على لساني بمظاهرة سلمية
ضد الألوان الباهتة والعطور النيئة
وقوانين الجدل
حاصرتي بمداد البنفسج والياسمين البلدي
ورفلت بجاذبية الألوان إلى محبرتي
لتخرج الكلم من نفوذ الصمت
إلى شارع الأمل
وفرضت الاقامة الجبرية على قلمي
حتى انتهيت من كتابة القصيدة
أيحـــن
 وهي معارضة شعرية  لقصيدة أيظن

أيحــن

أيحن إذا ما انقطع الوصال
 بين هجر وبين ؟
وضاع الحب في عينيه
لم يترك لي قصائده
التي أدمنتها
ولم يترك في فمي
شهد قوافيه
فما عاد نجمه يسرج طريقي
ولا عدت أكتب الحنين إليه
هاتفني بكلمات الهوى
طال في فساتيني غناؤها
 ورجعت من سحرها بلابلي
قاسمتني ألحان الدلال
 على راحتيه
 وكنت أظنني نسيتها
فسارت في مفاصلي
كبحة ناي شعت نوراً
 من مبسم
ترفع في رأسي نخبها
لتحيي دمي
 وزها طيبها في حجرتي
خضب أضلعي
واهتز اسمي شغفاً
 على شفتيه
فتحركت شفتاي بكلماته
ذاهلاً يناديني لكرمها
ليسقيني خمر الحنين
وما طوى دفق الصدى
 في مسمعيه
كالموج كالحريق
عاد بحلل الملوك
يصقله وهج الصبا
 يحمل الألوان
التي تركتها
تلوح على عطفيه
يمشي وتمشي الأقمار خلفه
يمسك الغيم بكفيه
ليطفئ بثي وحزني
وحريق زفرتي التي أشعلتها
على قدميه
قال يا رفيقة دربي
ونزيلة قلبي
قدحت نار الغياب في شهيقي
فاسترجعي رحيق البنفسج
في تراتيلي التي أغلقتها
فسرى في انتشائي عطره
وذرف الدر من عينيي
 على إصبعيه
وعادني بسلسبيل الكلام
طفت العواصم كلها
والكواكب والأبراج
من الميزان حتى الحوت
وفي نهري رائعات العقيق
تجارحت وسالت دماؤها
على شاطئيه
  فأنت في دمي أغنية
وكل الأغاني سواك تموت
من يعطي الحمام سر ضحكتها
في صدري مستوطنه
أشعلت نار خفوقي
فقدح الهوى في رأسي
ولفني عروساً
 برفيف أصغريه
حتى أسكرني وجد الوئام
الذي هز غصون شروقي
وعطوره سيوف مشرعة
في فؤادي حفظتها
على غرة
تشابكت يداي  بمعصميه
فدارت بيَ الأرض سبعاً
على قدم واحدة
 ولم أدري من أكون
 ومن أنا
 على زنديه
وتفتح رتاج قلبي ثانية
يسلم عليه
حتى عصافيري التي طيرتها
هتفت به
رقصت على كتفيه
عانقته...قبلته
بكيت على صدره
على وجنتيه
راوغني الرمش عن نفسه
وكلمني غرب الجمال
 في جفنيه
ضحكاته... همساته
على شفاهي تصاهرت
حطت في صدري أسرارها
وحالي بالصبابة يحدثه
عن دفاتر أدمعي
وفي عينيي انتظارها
أسالت دمعتي على يديه
وهتفت للرجوع أغنية
عدت يا مهجة أعيادي
في مذبح مقلتيه

ـــــــــــــــــ
د. أسعد أبو شوقة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدبية ______ يا سر الهنا ______ بقلم الشاعر نزار سالم

مملكة أقلام و حروف _____ أبكي بلدي _____ الشاعرة صاحبة الظل الطويل

مجلة آفاق الأدبية ________ لون الحزن _____. الشاعر حسين علوان