مجلة آفاق الأدبية _______ على دروب التيه ________ بقلم الشاعر حكمت نايف خولي

حكمت نايف خولي
على دروب التيه
على دروب التيه في تعاريجِ الوديانِ السحيقة 
في غابة الجنون والهذيانِ  التقينا
جمعتنا أحاسيسٌ جامحةٌ متمردة
ضمَّتنا وحزمتْنا بباقةٍ واحدة
باقةٌ من أصدق وأرقِّ دوافع جبلتنا
وميول الأزهار البرِّية
أزهارٌ نبتتْ ...انتشتْ ترعرعتْ
في أعالي قمم الجبال بين نتوءات
وأضراس ِ الصخور المتوحشة
هناك نمتْ أزاهيرُنا وديعةً طيِّبةً طاهرةً
منذ أن كانتْ جنَّةُ عدن  قبل أن كان آدمُ على الأرض
كان كلُّ شيءٍ بريئاً عفيفاً صالحاً  
فطريَّاً عفويَّاً كما خلقه وأبدعه الله
لم تكن هناك أوراقُ تينٍ او توتٍ كنا نتشمَّسُ
نتطهَّرُ في أعالي القمم نستحمُّ بشمسِ العفة 
لم تكن هناك أقمطةٌ لا أردية لا حجابٌ ولا نقابٌ 
لم تكنْ هناك خطايا لا ذنوبٌ ولا آثام
كلُّ شيءٍ كان على الفطرة والسَّجيةِ ً 
كان هناك خالقٌ وجنةٌ كنتُ أنا وهي وحدنا في جنةِ الغرام
على أعلى تلالِ الجبال  
كانت مشاعرنُا وأحاسيسُنا بريئةً كأزهار الجنة
ثم جاءتْ أوراق التينِ وبعدها ألبسةُ الزيف والنفاق
أصبح للخالقِ أعينٌ وآذان
خُلقت وتكوَّنتْ الخطايا والآثام
تدنَّست أحاسيسُنا تلطَّخت مشاعرنا
تزيَّفتْ عواطفُنا تصنَّعتْ سلوكياتنا
جعلنا للإلهِ عيونا ترى وآذاناً تسمع
ابتدعنا للعقابِ ألف جهنم وجهنَم فيها نيرانٌ لا تخمد
وعذاباتٌ لا تنتهي من الآزالِ إلى الآباد
وغدا الخالقُ جلاداً سادياً لا يرحم 
تشوَّهَ الإنسان شوَهَ كلَّ شيءٍ أفسدَ كلَّ جميلٍ خلقهُ الله
خلقَ الخطيئةَ واستلذَّ الإثمَ وشرَّعَ كلَّ أنواعِ وأشكالِ الجريمة
هكذا صار كونُنا وهكذا صرنا نحن فاسدين آثمين
حكمت نايف خولي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة آفاق الأدبية ______ يا سر الهنا ______ بقلم الشاعر نزار سالم

مملكة أقلام و حروف _____ أبكي بلدي _____ الشاعرة صاحبة الظل الطويل

مجلة آفاق الأدبية ________ لون الحزن _____. الشاعر حسين علوان