مجلة آفاق الأدبية ______ ثراء الظلام _______ الشاعر نزهان الكنعاني
ثراء الظلام
.............
بالناسِ دولابُ الزمانِ يدورُ
أُممٌ تنالُ وحالها ميسورُ
زعماءُها خدموا البلادَ وأيقنوا
أنَّ البناءَ مع الشعوبِ جُسورُ
كَسَبوا ولاءَ الأرضِ في عزٍّ لهمْ
فبهمْ أشادَ وصفَّقَ الجمهورُ
...........
فيما ترى أُمماً تعيشُ على الطوى
فَأميرهمْ بنفوذهِ مَأجورُ
ما حولهُ صورُ البيادقِ والدُمى
كلٌ يميلُ بمَيْلِهِ ويدورُ
فقرٌ وتشريدٌ وشعبٌ لم يعِ
أنَّ السعادةَ دربُها معسورُ
..........
أما أنا في موطنٍ ثرواتهُ
تأبى الحقوقَ : وكنزها محظورُ
ما فَكَّ ( طلسمهُ ) سوى مَن عندهُ
قِيَمُ المبالغِ تختفي وتغورُ
وعلى بساطِ الريحِ ترحلُ حيثما
يبغي ويهوى لصّنا ويزورُ
قد حَنَّ أوكارَ التشرّدِ والنوى
أَجزى لها الأموالَ : وهوَ صغيرُ
ردّاً لِماضي الشحِّ في جدباءِها
وبما تعاظمَ في ثراها البورُ
فالجوعُ والحرمانُ قد تَرَكا بهِ
تنمو الضغائنُ والرشا والزورُ
ليصيحَ في أُذنِ البرايا ناقماً
فاليومَ أني في القصورِ جَسورُ
أُدمي وأسلبُ حقَّكمْ بمخالبي
فعلى الصوارمِ أنني منصورُ
سأُخادعُ الدنيا بزيفِ محبتي
أهبُ العناقَ كأنني دبّورُ
فسَأَلسعُ الزمن الذي آتى بنا
فلربما الزمنُ المجير يجورُ
وتعود للوطن العليل هضابهُ
إنَّ البلادَ بها رجالٌ سورُ
فوق النواصي سوف تحملُ رسمَهُ
فالمستهينُ بعزمهمْ مدحورُ
.........
فلذا على عجلٍ سأرحلُ : وجهتي
دارٌ بوجهِ الثائرين تثورُ
بالزيفِ عشتُ بها : ولي لقبٌ أبى
الأسمَ الصريحِ لأنني مذعورُ
جنسيتي حرباءُ تدري أنها
بالضادِ فيها لن يَصِحَّ صدورُ
........
الشاعر نزهان الكنعاني
تعليقات
إرسال تعليق