مجلة آفاق الأدبية _______ شهداء الأوطان ______ الشاعر علي الزيأدي

.. شهداء الأوطان ..

كان جميلا ...

يخرج من باب الدار ...

ترمقهُ بنظرات العشق ...

بنت الجيران ...

كان رشيقا ... 

كنسمة صيف باردة ...

تلفح وجهه التعبان ...

يحبهُ كل أطفال الحي ...

حين يلعب معهم ...

في ذاك الوقت الفرحان ...

وعلى وجهه رسمت ...

كل علامات الإيمان ...

كان إذا ماعز القوت ...

في وقت العجاف ...

يسرق من جيب الشبعان ...

ويرمي من خلف الحائط ...

في بيت الجوعان ...

كان يبر الأبوين ...

ولم يركب يوما متن الفحشاء ...

أو يلبس ثوب الهوان ...

كان عمود الدار ...

بعد أبيه ...

وبسمتهُ صارت وصفا ...

بين النسوان ...

ناداه الواجب يوما ...

وحب الأوطان ... 

يخرج فجرا ...

رشت أمهُ خلفهُ ماء ...

أخبرها مبتسما ...

سأعود إليك يوما ...

غير بعيد ...

ولباسي ...

يطرزهُ غبار النصر ... 

أو ملفوفا بالعلم الغالي ...

في أبهى عنوان ...

يحضرني اليوم ...

طيف ابن الجيران ...

وبين الجفن النعسان ...

دمعة محزون حيران 

يخبرني طيفه ...

كفكف دمعك ...

اخلع رداء الأحزان ...

وانظر إلى السماء ...

وابحث عني ...

ستراني والشهداء أقمارا ...

نعلوا ونطوف بين الأجرام ...

بلباس زاهٍ ...

أجمل من كل الألوان 

بل اجمل من لون المرجان .

علي الزيادي