بانوراما الغريب للثقافة و الأدب _____ ثمة فانوس يتيم يجتر أنفاسه _____ الشاعرة وفاء فواز

ثمّةَ فانوسِِ يتيمِِ يجترُّ أنفاسَه ..

يغمزُ لي من بعيدِِ

وأنا واقفةٌ عندَ حافةِ الفجرِ

عندَ رأسِ الصمتِ

هناكَ حيثُ الشتاءُ بطيءُ العبور

 والوسنُ يُشاكسُ أجفاني

حيناََ أجلسُ القُرفُصاء  وحيناََ ..

أُلملمُ الكلمات بينَ طيّاتِ ذاكرتي

أبحثُ عن وجهكَ في مُنحدراتِ الضبابِ

وأدغالِ الوقتِ رغمَ الغيومِ الكثيفة 

والمطر وصوت جِيادِ الريح تعصفُ 

بأعناقِ الصنوبر

أُنادي بااسمكَ المُبلّلُ بذاكرتي 

والعابقُ بهذياني

خانتني صرخةُ ألمِِ تَراقَصَ صداها

بِلا ظِلال !

ثَمّةَ فانوسِِ يتيمِِ ترتبكُ أنفاسهُ ..

يغمزُ لي من بعيدِِ

ونُتفِ ثلجِِ تلهو كنبضاتِ عاشقِِ

وعيونٌ تجوبُ الأوطانَ بحثاََ ..

عن غائبِِ

كمن ينظر إلى ساعةِِ مُعطّلة

أعلنتْ عقاربُها العِصيان

أنتظرُ بيأسِِ عصافيرَ الفجرِ لتُحلّقَ

حولَ قلبي

ولتشرقَ الشمسُ من يسارِ روحي

تناسيتُ أنَّ هناكَ في داخلي مدينةََ

لاتُضيء إلّا لغائبي وحدهُ

وبوحٌ لا يسقطُ حجابَهُ إلّا لعينيهِ !

في قهوتي الكثيرُ من اشتياقي

ومن وجعِ الانتظار الذي علّمني .. 

كيفَ أُعانقُ صوتَ النوارس عندَ

أذانِ الفجرِ

وعلّمَ عينيّ كيفَ تغزلُ الصُبحَ 

عندما ترنو على أهدابِها ذكرى

همسِ الندى

وعلَمَ لهفتي كيفَ تشاكسُ ارتباكها 

إذا تراءى لها ..

ثمّةَ فانوسِِ يتيمِِ يجترُّ أنفاسَهُ 

يَغمزُ لي من بعيدِِ ........................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وفاء فواز \\ دمشق