بانوراما الغريب للثقافة و الأدب ____ و الليالي تعجز _____ الشاعرة نداء طالب
والليالي تعجَزُ
وليلٌ يبْكي ويتَأَلَّمُ
غافٍ على كتفِ الدَّهرِ
ضاق َ به مَداه ُ
أُغلِقتْ منافِذُهُ
من الجهاتِ السَّبْع ِ
يمورُ كحفنةِ وجعٍ
بعدَ أنْ أرْخَى سُدُولَه
عباءَتُه السوداءُ مُرصَّعَةٌ
بفوْضوِيَّةِ نجومٍ مُبعثرةٍ
هبَّ حنانُه المُطلق ُ
ففرشَها فوقَ جباهِ العالمينَ
يستجْدِي منهم همساً رقيقا ً
علَّهُ بهدوءٍ يغفُو
وبذراع ِ الأمانِ يستكينُ
أقفلَ مسامِعَه
فأضْناهُ الأنين ُ
فأمسك َبعصاه السحريةِ
أمرَ الضجيج َ بالصمتِ
ليُصْبح َلونُه سرابَاً
وتمنَّى على الأمواجِ الهادِرة ِ
بعض َ سكون ٍ
تريحُ شواطىءَ العمرِ الصاخبة
منْ مدٍ وجزْرٍ
آمال ٌ نفقتْ بغير ذنْبٍ
علَّقَ بعنقِ الريحِ مِقصلةَ الموْتِ
فسكنتْ كأنَّها ..
على حدِّ السَّيفِ تستقيم ُ ..
وما زال َ يُزْعِجُه بعض ُ ضجيج ٍ
أنصتَ ملياً ..
فأدرك َ شكوى الوسائد
منْ دموع ِ العاشقين َ
ممنْ خذلَ أنوثةً واعدة ً
فدفنها وأحَلَّ ذبْحَها بكلِ حينٍ
نحيبُ الثكالَى المُتَعففِين َ
رجاءات ُ العجائزِ لملكِ الموْتِ
براحة ٍ أبدية ٍ
رجاءات ٌمُبللةٌ بدموع ِالمرضَى اليائِسينَ
بلاد ٌ من الجورِ تَصْرُخُ
فيصمت ُ الوُلاة ُ المُدعون َ
كمْ أنتَ مسكينٌ أيها الليل ُ
مقطوعةٌ منك
يدٌ حانية ٌ
تُهدْهِدُ على جباهِ اليتامَى
ولسانُك لا يَمْلِكُ إلا تأتاة ً
عاجزةً عن ْ أنصاف ِ المظلومينَ
وذراعاك َ تعجز ُ عن ْ احتضانِ ضعيفٍ
رآك كشيخِ قبيلة ٍ
بك َ يستجِير ُ
لِيُخْفِيَ ضعفَه عن العَالمين َ
آه ٍ يا ليلُ كمْ أنتَ مسكينٌ
كنت تظنُ نفسَكَ
طائِيَ الصفاتِ والكرمِ
فاكتشفتَ أنكَ تسيرُ بزُمْرةِ المُتعبينَ
لا تملكُ عدلاً لمظلمةٍ
ولا عقاباً للظالمين
بقلم : نداء طالب .. لبنان ..
تعليقات
إرسال تعليق