مجلة آفاق الأدب ____ رسالة لم يحملها البريد ____ الشاعرة أم شيماء شيماء
رسالة لم يحملها البريد
يقول لي أكتبي....أكتبي فقط:
كيف أكتب وداخلي كله آهات واوجاع
أصرخ ولا صدى لصراخي
ألف وجع الضلوع بوجع مميت
وأضمد آخر بجرح نازف
وكأنه لا امل من شفاء الأحزان
ولا فرح يولد من أسى مستوطن
مابال الحرف يجافيني
الأيام تدير ظهرها تعاديني
الخل ..والحبيب لا كلم منه يواسيني
يقول أكتبي....
ماعلم قدر القيد المقام
ولا كم الدمع المراق
ولا عدد الغصات
وأن الآه تلو الآه ماجفت من حناجرنا
دفناها بأحشائنا ففاض الكيل بها ومنها
يقول أكتبي......
وهل يتحرر الحرف إذا عقمت الأبجدية
ويستقيم السطر إذا هجره الورق
تلاشت الأنفاس
تناقصت النبضات
توشح النهار الظلام
وبات الظلام سرابا
كيف أكتب وأخط الحرف
كيف أنظم الكلم ولساني مشلول... لا يقوى النطق
كيف تتحرر حروف الهجاء وقلبي مسجون...
بين أسوار سراب الماضي المميت...والحاضر العقيم
جف القلم....والنفس على قيد الوفاة
تشابهت المواسم....والحصاد ذرته الرياح
خريف ...يتبع خريف
وأنا...كورقة تهزها الريح
بين الذبول والإخضرار
لا أينعت ودبت فيها الحياة....
ولا إصفرت وانتهى زمانها
فهل تنفع الكتابة ....في زمن هجرني فيه الحرف
والحياة صارت استحالة بين ماض مقيم وحاضر عقيم
ألا تدري أنك.....
أعقمت النطق فينا...
حتى الهمس خفت نبضه
والرؤية صارت عتمة
تشابهت الأشياء ...تماهت الألوان...
إلا من لونين....
إما سواد قاتم....أو شحوب رمادي مصفر
ما فقهت معنى الحرف...ولا معنى الكلم
منذ متى كنت تقرأ المكتوب...
أو ...تسمع الملفوظ المنطوق...
أو تحس ما بين الضلوع...
قتلت فينا كل جميل.. أقمت داخل أسوارنا العزاء..
وألبستنا ثوب الحداد
يقول أكتبي..
ما ظن أن الحرف يثقل السطر..
والسطر يرهق الورق...
والمداد ينزف أوجاعا....
كل شهقة فينا ...تولد ميتة...في الخافق...
وتدفن بين الحناجر
آه..آه
لوعلمت ما يحمل الحرف...وما عمق الجرح...
ما قلت أكتبي....
لكن لا كلم يقال ...ولا سطر يدون..
لمن لايعقل في الإحساس الألم
آه..آه
حتى الحرف تبرأ منك يا أنت
ام شيماء
تعليقات
إرسال تعليق