مجلة آفاق الأدب ____ وقوفا مع النخيل _____ الشاعر عبد الحميد القائد
وقوفًا مع النخيل
واقفٌ بينَ نَخِيلٍ
بينَ شُموعٍ، بين عَواصفَ، بينَ نيِرانٍ، وسطَ براكينٍ،
لم يحترقَ بعدُ، لامَسَ الرُمادُ رُوحَهُ حتى وصَلَ إلى عَينيهِ،
لم يأبَه، لم يَتراجع. ما زالَ يَعدو نحو الحَدائِقِ،
مُصمّمًا أن يتذوقَ المانجو والنارجيلَ من الأشجارِ العَاليةِ وهي تطاولُ العَلياءَ
ما زالَ شامخًا في الوقوفِ وفي الحُزنِ وفي السكونْ ....
زمنٌ مصنوعٌ من عِظام المَوتى
يدفنُ الأنقياءَ في أرديةٍ سوداءَ، في أقفاصٍ بلا قضبانٍ، في عُتمةِ ليلٍ بلا سَمَرٍ ولا سامرينَ،
زمنٌ يَصطادُ الحروفَ المتوهجةَ المُسافرةَ نحو السَديمِ البَعيدِ لتزرعَ بنفسجةً لا تموت،
معلقٌ في رقابِ الغرباءِ هذا الزمنُ المُسَنَّنُ بالقلوبِ البخيلةِ .....
الكَائداتُ، مدَّعِياتُ العِشْقِ
قذفوهُ بأخشابٍ مُشتعلةٍ، لا تَنطفىءُ، وضَعنَ مَشاعلَ حَارقةٍ تحتَ ظِلالِ قَلبِهِ،
ليَحرقنَ جُذورَهُ وصهيلَهُ، وجَسدهِ المَجنُون
ما زال واقفًا، عاشقًا حتى دون عاشقةٍ ، دون وجدٍ ..دونَ هوًى،
حَاملًا في مُهجتهِ شوقَ الأزاهيرِ وحنينَ الأيائل.
ما زالت عيناهُ تعانقُ الأفقَ بشغفِ العاشقين
يَعدُو ..يَعدُو
نحو نَبعٍ خلفَ المَسافاتِ، نَبعٍ مَاؤه مَطرٌ عُذريٌ ....نبعٍ يتلأْلأُ في العَتماتِ لا يَراهُ سِواهُ ،
نبعٌ يُضيءُ الروحَ المُتعبةَ، هو يركض،
الوقوفُ حَتفٌ....وما زالَ يَركضُ .....
صَنع قبرهُ، حَجرًا حَجرًا، خَبَّأ فيه كلَّ ذكرياتهِ العتيقةِ،
فتحَ في قبرهِ نَافذةً يَطلُّ منها على الخَلقِ، على الوَطنِ المُستَهامِ المَعشُوق،
على الأحبَابِ الذينَ من أجلهم لَقى حَتفَه بدونِ حتفٍ
ما زال حيًّا وسيظلُ فاتحًا عينيهِ حتى بعد الموتِ لأن النوارسَ تحلّقُ داخلَه إلى أبدِ الآبدين.
ما زال يحلمُ خارجَ النَوم ويفرِّطُ في الرؤَى .....
عبدالحميدالقائد - البحرين
ِ

واقفٌ بينَ نَخِيلٍ
بينَ شُموعٍ، بين عَواصفَ، بينَ نيِرانٍ، وسطَ براكينٍ،
لم يحترقَ بعدُ، لامَسَ الرُمادُ رُوحَهُ حتى وصَلَ إلى عَينيهِ،
لم يأبَه، لم يَتراجع. ما زالَ يَعدو نحو الحَدائِقِ،
مُصمّمًا أن يتذوقَ المانجو والنارجيلَ من الأشجارِ العَاليةِ وهي تطاولُ العَلياءَ
ما زالَ شامخًا في الوقوفِ وفي الحُزنِ وفي السكونْ ....
زمنٌ مصنوعٌ من عِظام المَوتى
يدفنُ الأنقياءَ في أرديةٍ سوداءَ، في أقفاصٍ بلا قضبانٍ، في عُتمةِ ليلٍ بلا سَمَرٍ ولا سامرينَ،
زمنٌ يَصطادُ الحروفَ المتوهجةَ المُسافرةَ نحو السَديمِ البَعيدِ لتزرعَ بنفسجةً لا تموت،
معلقٌ في رقابِ الغرباءِ هذا الزمنُ المُسَنَّنُ بالقلوبِ البخيلةِ .....
الكَائداتُ، مدَّعِياتُ العِشْقِ
قذفوهُ بأخشابٍ مُشتعلةٍ، لا تَنطفىءُ، وضَعنَ مَشاعلَ حَارقةٍ تحتَ ظِلالِ قَلبِهِ،
ليَحرقنَ جُذورَهُ وصهيلَهُ، وجَسدهِ المَجنُون
ما زال واقفًا، عاشقًا حتى دون عاشقةٍ ، دون وجدٍ ..دونَ هوًى،
حَاملًا في مُهجتهِ شوقَ الأزاهيرِ وحنينَ الأيائل.
ما زالت عيناهُ تعانقُ الأفقَ بشغفِ العاشقين
يَعدُو ..يَعدُو
نحو نَبعٍ خلفَ المَسافاتِ، نَبعٍ مَاؤه مَطرٌ عُذريٌ ....نبعٍ يتلأْلأُ في العَتماتِ لا يَراهُ سِواهُ ،
نبعٌ يُضيءُ الروحَ المُتعبةَ، هو يركض،
الوقوفُ حَتفٌ....وما زالَ يَركضُ .....
صَنع قبرهُ، حَجرًا حَجرًا، خَبَّأ فيه كلَّ ذكرياتهِ العتيقةِ،
فتحَ في قبرهِ نَافذةً يَطلُّ منها على الخَلقِ، على الوَطنِ المُستَهامِ المَعشُوق،
على الأحبَابِ الذينَ من أجلهم لَقى حَتفَه بدونِ حتفٍ
ما زال حيًّا وسيظلُ فاتحًا عينيهِ حتى بعد الموتِ لأن النوارسَ تحلّقُ داخلَه إلى أبدِ الآبدين.
ما زال يحلمُ خارجَ النَوم ويفرِّطُ في الرؤَى .....
عبدالحميدالقائد - البحرين
ِ
تعليقات
إرسال تعليق